Jamila Oubih
06 Mar
06Mar

لست متأكد، كلما اعرفه الان انني وفي كل يوم استيقظ فيه، اشعر وكأن جسدي يرفض فكرة مغادرة الفراش، انه أشبه بمرض العظال حين يفقد المرء القدرة على الحركة، وكلما حاولت النهوض كلما زاد شعوري بالإنهاك وتمردت أحاسيسي الممزوجة بالخوف، القلق، الخيبة والغضب، الغضب من ماذا ؟ من نفسي؟ من الحياة؟ من الكون ؟ لا اعرف. قبل أسابيع، كان يتهيأ لي ان كل هذا مجرد تعب بعد أشهر طويلة من العمل، وربما فترة راحة يمكن أن تكفي لاستعادة نشاطي لكن على ما يبدو هذا الشيء الذي يستحوذ على قلبي ليس بشيء يمحى براحة او نوم. انه اصبح كصخرة ضخمة احملها فوق صدري، وتغرقني في دوامة الأفكار الباهتة و اللامتناهية حول الدافع للنهوض صباح كل يوم واخرج للحياة التي أصبحت ألوانها فاقدة لرونقها وأصبحت بالية. كانت فكرة التوقف عن التفكير والاسترخاء مستحيلة، حيث أن عقلي يصبح كمحرك طائرة حربية يدور بقوة وسرعة لينتهي بي المطاف بالشعور بالذنب والخذلان لأني فقط فكرت في ان استرخي وان ارتاح، الراحة تشعرني بالخوف، بالقلق والتوتر أن شيئا ما فاتني ولن الحق به. هذا الصباح وبعد حرب مع جسدي تركت الفراش لأشعر بعدها بوهن شديد، درجة حرارتي مرتفعة، دوخة وضغطي مرتفع، لم اقوى على اكمال روتيني الصباحي، لاعود الى الفراش واغط في غيبوبة مرضية مزمنة قضيت فيها أسبوعا كاملا.  بعدها بأيام معدودة استطعت ان استرجع القليل من قوتي وأن اترك أيامي تمر بسلام وان أبطئ إيقاعي، ان أركز على جسدي وتنفسي وما اشعر به، وهنا ادركت ان حرارتي ووهني ليس الا رسالة لأتوقف قليلا وأدرك ان ما امر به ليس تعب أيام عمل مملة. انه ما يسمى بالإرهاق النفسي : وهو إشارة بأننا نحمل ونتحمل اكثر مما يجب علينا تحمله، انه حالة من الاستنزاف النفسي العميق، تحدث عندما نتعرض لمستوى عالي من الضغط والإجهاد العقلي لفترات طويلة دون الحصول على وقت مستقطع للتفريغ او الاستراحة والتعافي. وهذا الإجهاد يمكن ان يكون نتيجة العمل الكثير او التعرض لمواقف حياتيه صعبة او علاقات سامة ومرهقة، او حتى الاهتمام بمشاكل الآخرين على حساب نفسك. كيف نتجاوز هذا الإرهاق النفسي ؟  1 تحديد مصدر الضغط والتوتر ومعالجته او التقليل من حدته 2 وضع حدود صحية وذلك بان تتعلم رفض كل ما لا تستطيع تحمله  3 تخصيص وقت واستراتيجيات الرعاية الذاتية، من خلال القيام بأنشطة و الاهتمام بصحتك، اخذ فترات راحة   4 تعلم التعبير عن المشاعر وتفريغها بطريقة صحية، كالكتابة او التحدث مع شخص تتق فيه  5 تقنيات الاسترخاء كالتأمل والتنفس العميق  6 البحث عن الدعم النفسي عند الحاجة  كخلاصة، لا تستهين بالإرهاق النفسي، فهو ليس مجرد تعب مؤقت وانما هو حالة تستدعي الانتباه والعناية    "اعتني بنفسك، فلها حق عليك"

Commentaires
* L'e-mail ne sera pas publié sur le site web.